لصوص المزاج

لصوص المزاج نُشر مقال في صحيفة الرياض السبت 17 جمادى الآخرة 1437 هـ – 26 مارس 2016م – العدد 17442

هل تعلم ان هناك من يسرق مشاعرك ويستهلكها..!!! دون أن تشعر!!!

يجعلك تشعر بالوهن والإنهاك النفسي عندما تتحدث إليه أو يتحدث إليك أو حتى عندما تفكر في شخصه أو في موقف ما جمعكما سويا!

البعض قد يشعر بالتوتر لمجرد أنه في طريقه لمقابلة هذا الشخص،

والبعض قد يصيبه نوع من الإحباط لوجوده في نفس المكان مع هذا الشخص،

والبعض الآخر قد يتجنب موقف أو حوار يجمعه مع هذا الشخص أيضا،

الغريب في هذا الأمر أن هذه الأحداث تتم بشكل تلقائي دون وعي سواء منك أو من هذا الشخص الذي يسرق مشاعرك!!!

فمن هم مستهلكوا المشاعر؟!؟

غالبا ما يكون لدى هؤلاء الأشخاص مشكلات لا يدركون وجودها مما يجعلهم يرون الواقع بصورة مشوهة، تدفعهم إلى التصرف بطريقة مؤذية للآخرين،

ولسنا هنا بصدد تفسير سلوك هذا النوع من البشر، وإنما نريد أن نوضح الدوافع التي تدفعهم للتصرف بهذه الطريقة،

ما تجدر الإشارة إليه هو أنك كشخص قد تقع ضحية لمثل هذه السلوكيات دون وعي أو إدراك ولكن الحياة جعلت من هذا الشخص قريبا لك أو صديق أو مدير أو حتى زميل، مما يتسبب لك في الألم،

حسنا الآن، من هو الشخص الذي يتسبب في ضغط نفسي أو عاطفي لك..!!!

قد يكون:

الشخص الذي يجعلك تخاف منه،

فتشعر في حضوره وكأنك مسلوب الطاقة،

هذا الشخص “المتسلط” يسرق مشاعرك ويستهلكها كبعض المدراء والأزواج أو الزوجات وبعض الأباء والأمهات أو الأصدقاء وغيرهم..

أو قد يكون:

الشخص الذي يجعلك في حالة من القلق كبعض الأبناء -أصلح الله للجميع-

دون أن تدرك، فهم يستهلكون كمية كبيرة من مشاعرك المبالغ فيها تجاههم

أو قد يكون:

الشخص الذي يتطلب المزيد والمزيد من الاهتمام والعطف ، -كبعض الازواج والزوجات او حتى الأصدقاء- ويحملك مسؤلية ضعفه ويجعلك دائم الاحساس بالذنب تجاهه

فهو يجعلك دائم التفكير والانشغال في كيفية ارضاءة

أو قد يكون:

الشخص غير الواضح “الغامض”

فهو ما يحيط نفسه بالغموض، كما يجعلك تفكر فيه ل(لا شيء) فقط ليشعر بالأهمية.

أو قد يكون:

الشخص الذي يجعلك دائما في موقف المتهم وتكون في حضوره في حالة استعداد كي تدافع عن نفسك،

وغالبا ما يكون هذا الشخص لديه مشكلة في مفهوم “الثقة بالاخرين”

أو قد يكون:

الشخص الذي يجعلك في محل السخرية،

فهو دائم الاستهزاء بك ويتحين الفرصة كي يكيل لك الملاحظات والتقدير اللاذع،

وغالبا ما يكون هذا الشخص لديه احساس بالنقص تجاهك فهو يستحق نفسه بجانبك، أو يرى أنك أفضل منه ويحاول تعويض هذا النقص من خلال جعلك تبدو بمنظر غير لائق

أو قد يكون:

الشخص الناصح الذي يجعل من كلمة “لمصلحتك” عذرا شرعيا ليجعلك دائما في حاجة لرأيه واستشارته،

ومع مرور الوقت تجد أنك غير واثق من كونك تستطيع عقد أمر معتمدا فقط على ذاتك

كيف تحمي ذاتك منهم؟

1- من أهم الامور التي يجب أن تبدأ بها هي ان “تكتشفهم”،

هؤلاء البشر ليسوا من خارج المجرة غالبا وليسوا غرباء فالغريب لا يستطيع التأثير عليك بشكل مباشر هم يعيشون معك ولكن لا تنتبه لوجودهم لأن صلة القرابة أو نوع العلاقة القوية يجعلك لا تدرك حجم ضررهم.

2- مارس مهاراتك في الحوار ، كيف تقول “لا”، أوتفتح موضوعاً آخر،

خصوصا عندما يبدأون في ممارسة أساليبهم المؤذية.

3- عندما يتحدثون اليك،

انتبه للتغير المفاجئ في مزاجك، حافظ على مشاعرك، ولا تجعلهم يستنزفونها.

4- عادة هم أشخاص متذمرون ينشرون السلبية، لا تشاركهم الانتقاد أو التذمر.

5- اذا عرفتهم فقلل الاحتكاك بهم قدر المستطاع

اخيرا..

هذا المقال لا يعني قطع علاقتك بالاخرين ولا يعني بالضرورة أن كل من حولك يريدون إيذاءك ، أنت فقط من تسمح للآخرين بالتحكم في مشاعرك.

لمشاهدة المقال على موقع الصحيفة تفضل اضغط هنـا

موضوعات ذات صلة

  • هل أنا موجود أيها التائه أجبني

    هل أنا موجود أيها التائه .. أجبني أهديك كلماتي لعلّك تأتيني بقبسٍ أو أجد على النار هدى هل تزورك الحيرة!! ماذا عن التيه!! هل تختلط عليك المشاعر! انني لا أتحدث عن مشاعر عابرة تنتهي بزوال العارض انني أتحدث عن مشاعر زائرة لا تلبث أن تعود. انها مشاعر البحث عن الحقيقة وأية حقيقة!! عندما تجتاح قلبك…

  • تفضل بإيذائي

    للوهلة الأولى، سوف تظن أنه لن يقول هذه العبارة إلا شخص مجنون، أو غير مدرك لما حوله، فمن غير المنطق أن يرغب العاقل بالأذى! فضلا عن أن يطلب من الناس فعل ذلك!!، ولكن ماذا لو أخبرتك انك تقوم بذلك بين الحين والآخر!! فهل هذا ممكن!! ماذا لواكتشفت أنك تقوم بذلك بالفعل بشكل دائم!! في هذا…

  • آسف على الصراحة

    آسف على الصراحة… ان المقالات التي تنقد الذات أو المجتمع هي دعوة للوعي وليست حربا على أنفسنا، اللحاق بالحق أمر شاق يتجرد فيه الفرد من النزعات الشخصية ويتخلص من اتباع هواه، إن أغلب النقاشات تدور حول شرح فكرة، إبداء رأي، إيصال رسالة، فقط ويتم تجاهل ما هو أهم من ذلك وهو البحث عن الحق والحكمة،…

  • العابرون

    شخص يظهر في حياتنا، لديه مهمة تجاهنا وشخصٍ يختفي، قد أنهى تلك المهمة! العابرون ليسوا بالضرورة أشخاصا نعرفهم من قبل، قد يكونون أشخاصا غرباء ظهروا في حياتنا فجأة ودون أدنى جهدٍ منا، لم نبحث عنهم، لم نتحرك باتجاههم. تأتي بهم ظروف الحياة الينا، لدرجة اننا نشك انها ليست مجرد صدفة! بالتأكيد انها ليست صدفة، إنهم…

  • هل ننصت!!

    هل ننصت!! ما بال الرسائل التي تطرق نوافذنا المغلقة! هل ننصت!! في اوائل القرن العشرين، عندما كان التلغراف أسرع وسيلة اتصال، أعلن مكتب التلغراف في لندن، عن وظيفة خالية وحدد يوما للمقابلات الشخصية والاختبار. في اليوم المعين امتلأت صالة الاستقبال في المكتب بالمتقدمين لشغل الوظيفة، وبينما هم جالسون في توتر ينتظرون بدأوا في اختبار مهارات…

  • محور الكون

    محور الكون  لم أعتد كثيرا على استخدام المقدمات في حياتي الا من خلال كتابة المقالات، حيث أني مقتنع أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق، لذا فإن هذا المقال يأتي بدون مقدمات أو تمهيد كي تكون هذه رسالة مباشرة وواضحة وتخص نوع محدد من الشخصيات يعيش في مجتمعاتنا البسيطة، ينتشر ويستشري كلما سنحت له الفرصة، وأعني…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *