لأن الرحلة ليست خطًا مستقيمًا…
لم أصل إلى هنا صدفة، ولم أكن يومًا أعرف “الوجهة” بدقة.
لكنني كنت دائمًا مشغولًا بشيء لا يُرى:
لماذا نشعر كما نشعر؟
لماذا نرتبك أمام الحب؟
ولماذا ننجو أحيانًا من أوجاعنا، وأحيانًا لا؟
كبرتُ وأنا أراقب… أكثر مما أشارك.
أكتب… قبل أن أتكلم.
وأتأمل، لا بحثًا عن إجابات، بل لأني كنت أشعر أن هناك شيئًا لا يُقال، لكنه يوجع.
في دراستي، وفي تدريبي، كنت أتعلم كيف نسمّي ما لا يُسمّى.
لكن في عملي، وفي جلوسي مع الناس، أدركت أن الأهم من التسمية… هو الاحتواء.
أن يعرف الإنسان أن ما يشعر به ليس جنونًا، ولا ضعفًا، بل إنساني جدًا… وإن تأخّر الآخرون في فهمه.
هذه الرحلة لم تكن مجرد مهنة.
بل كانت مرآة.
في كل جلسة… كنت ألتقي بشيء مني لم أره من قبل.
وفي كل قصة… أسمع انعكاسًا لجزء خافت بداخلي.
اخترت العلاج الوجودي، لا لأنه يملك الإجابات، بل لأنه يحترم السؤال.
ولا يُحاول أن يطفئ الألم، بل يجلس معه… حتى يقول ما يريد قوله.
أنا تُركي المالكي، إنسان قبل أن أكون معالجًا.
وأؤمن أن الطريق لا يبدأ حين نعرف أنفسنا، بل حين نتوقف عن الهروب منها.